توثيق 8186 انتهاكاً بحق سكان البيضاء اليمنية خلال 10 سنوات
توثيق 8186 انتهاكاً بحق سكان البيضاء اليمنية خلال 10 سنوات
كشفت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات عن حجم الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي بحق المدنيين في محافظة البيضاء وسط اليمن، خلال عشر سنوات من النزاع المسلح الممتد بين يناير 2015 وحتّى يناير 2025.
ووثق التقرير 8186 واقعة انتهاك مادي وبشري، طالت آلاف الأبرياء، بينهم نساء وأطفال، وأسفرت عن مآسٍ إنسانية دامية لا تزال آثارها عالقة في أجساد وذاكرة المجتمع المحلي، بحسب بيان للشبكة اليمنية، نشرته اليوم الاثنين.
ويأتي هذا التقرير في ظل غياب شبه تام للرقابة الدولية، وتراجع حضور منظمات الحماية الإنسانية في العديد من مناطق اليمن، ما فتح الباب واسعاً أمام تصاعد انتهاكات ميليشيا الحوثي بحق السكان المدنيين.
ويمثل هذا التوثيق دليلاً إضافياً على التدهور المتواصل في وضعية حقوق الإنسان في البلاد، ويكشف عن أنماط عنف منهجي تشمل القتل العمد، والقنص، والتفجيرات، والتعذيب، والاختطاف، والإخفاء القسري، واستخدام الألغام في مناطق مأهولة، وارتكاب جرائم تصفية وإعدامات ميدانية، إضافة إلى انتهاكات طالت الكرامة الإنسانية والحريات الشخصية.
مآسٍ إنسانية صعبة
ولا يقتصر أثر هذه الانتهاكات على الأرقام المعلنة، بل يمتد إلى مآسٍ إنسانية يصعب قياسها، حيث تسببت هذه الجرائم في تفكيك النسيج الاجتماعي، وتهجير السكان، وبث الرعب، وتعميق معاناة المدنيين، خصوصاً في الأرياف والمناطق المعزولة.
وتفيد المنظمات الحقوقية بأن هذه الانتهاكات تشكل، من وجهة نظر القانون الدولي الإنساني، جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، تستوجب المساءلة والمحاسبة.
دعوة لتحرك عاجل
إزاء هذا المشهد الإنساني المتدهور، دعت الشبكة المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، وهيئات الحماية الإنسانية إلى تحرك عاجل لوقف ما وصفته بـ"جرائم جماعية"، والعمل من أجل ضمان حماية المدنيين.
ودعت الشبكة الحقوقية إلى رفع الحصار عن المناطق المحاصرة، وتوفير ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية، خاصة في المناطق التي يفرض الحوثيون عليها حصاراً خانقاً أدى إلى نقص في الغذاء والدواء، وتفاقم الأوضاع المعيشية.